السيد صفي الدين يلقي كلمته في ذكرى اسبوع المرحومة الحاجة سكنة علي يتيم
رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن بعض النتائج التي توصلوا إليها متأخرين في اجتماعات يينا كانت المقاومة قد تحدثت عنها قبل خمس سنوات، حينما شخّصت الخطر وحددت طبيعته وتحدثت عما يجب فعله، ثم بدأت بتحمل المسؤولية، مضيفاً أنه حين ذهبنا إلى سوريا قلنا منذ اليوم الأول إن هناك إرهاباً وتهديداً لبلدنا وللمقدسات ولسوريا ولمنطقتنا كلها، وتحدثنا أن هناك مؤامرة تستهدف سوريا لأنها في محور المقاومة، وفي موقع الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين.
وأكد السيد صفي الدين خلال احتفال تأبيني في بلدة كفردونين الجنوبية أن العالم قد وصل إلى هذه القناعة ليس من تلقاء نفسه، بل بالصمود والتحدي والتضحيات، فلو لم يكن هناك ثبات في الموقف، مع القدرة والجهوزية للوقوف بوجه هذا الإرهاب في سوريا، لما كانوا قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه، معتبراً أن السعودية التي لا زالت على عنادها وعنجهيتها نجدها اليوم ليست كما كانت في الماضي، فهي غارقة بأخطائها وعنادها في اليمن، فضلاً عن غرقها في أنها منشأ هذا الإرهاب الذي يتهددها كل يوم، وكذلك هي غارقة بمواقفها الخاطئة والمتشنجة التي لا تعبر عن فهم ومعرفة بما يجري في المنطقة.
وشدد السيد صفي الدين على أن السعودية ليست في الموقع الذي يؤهلها بالتحدث عن مستقبل البلدان في منطقتنا العربية والإسلامية، فوضعها الأمني والسياسي من الناحيتين الدولية والإقليمية أضعف بكثير من أن تتحدث بلغة الإتيان برئيس في سوريا أو تغيير نظام فيها أو في أي بلد آخر، مضيفاً أنه طالما هي تتحدث بهذه اللغة في ظل ما تعانيه من ضعف، فإنها سوف تقع بالمزيد من الأخطاء زيادة على ما هي غارقة فيه اليوم ومن جملتها لبنان، معتبراً أن السعودية حين تقف مانعاً من وصول رئيس جمهورية للبنان يستحق أن يكون بهذا الموقع، فهذا يعني أنها تتدخل من أجل توريط فئة من اللبنانيين بمواقف هم أصلاً ليس بمقدورهم تحملها، إذ أنها تحمل هذا الفريق اللبناني مواقف أكبر من طاقته وحجمه، وبالتالي فلا يمكنه أن يتحمل أعباء ونتائج المشروع السعودي المتعنّت في لبنان والمنطقة، بالمقابل وللأسف نجد أن هذا الفريق الذي ينتمي إلى السياسة السعودية في لبنان قد أخذ على عاتقه هذه المهمة، وقبل بأن يكون مندوباً مخلصاً ومضحياً بمصلحته من أجل السعودية ورؤيتها، إلا أنه هو بذلك يخسر وسيخسر هو والسعودية معاً، تماما مثلما هي خسارتهم في اليمن وسوريا والعراق وكل المنطقة.
وأكد السيد صفي الدين أننا نتحدث عن مستقبل واضح بالنسبة إلينا في أبعاده السياسية والقدرات التي ستحدد مستقبل المنطقة، التي أصبحت المقاومة فيها نقطة تحول أساسية، ونقطة تحديد لكل واقع وحاضر ومستقبل، وإن هذا ليس وهماً أو خيالاً بل هو قدرة فعلية موجودة على الأرض، وقد أثبتت قدرتها وقوتها في سوريا، وفي القضاء على الكثير من الإرهاب التكفيري في لبنان، مثلما أثبتت وتثبت في كل يوم قدرتها على مواجهة الإسرائيلي، لافتاً إلى أن هذه الحقيقة هي التي يجب أن نعرفها نحن ونتعايش معها، والتي يجب أن يعرفها كل اللبنانيين، سواء أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم، فهذا هو الواقع بالرغم من أن بعض اللبنانيين يستثقلون هذا المعنى، وإذا كان هناك فريق في لبنان لا يرى المقاومة ولا تأثيرها ولا حجم حضورها في لبنان والمنطقة والمعادلة، فهذه مشكلته هو، في أنه أصبح بعيداً عن الواقع، ولذلك نراهم في كل حوار ونقاش يفاجئوننا بخيارات وتصريحات ومواقف بعيدة عن الواقع، إلا أنهم هم الذين رموا أنفسهم بهذا البئر من الخيال والوهم، فمن يرمي نفسه في بئر الوهم سوف لن يشرب غيره.